موسم جني العنب في الأقصر

في قرية العديسات التابعة لمركز الطود جنوب محافظة الأقصر، يتدلى “الذهب البنفسجي” من عناقيد الكروم، معلنًا انطلاق موسم جني العنب الذي تشتهر به المنطقة منذ عقود، وسط أجواء من النشاط الزراعي والفرح الشعبي.

محمد العديسي: منتجنا ينافس في الخليج وأوروبا

يقول محمد العديسي، صاحب المزرعة الأشهر بالقرية: “عنب العديسي مش بس عنب.. دي سمعة وميراث زراعي متوارث من أجدادنا. بننتج أجود أصناف العنب البناتي والأحمر، وبنصدر لدول أوروبا  اللي بيطلب المنتج بسبب طعمه وقوامه وجودته.”

ويضيف العديسي:”اشتغلنا السنة دي على تحسين نظم الري والفرز والتبريد، والمزرعة حصلت على شهادات جودة بتأهلنا للتصدير بشكل منتظم. هدفنا نوصل باسم العديسي للعالمية، مش مجرد سوق محلي.”

سالم سلطان: وفرنا فرص عمل موسمية لـ80 شابا وفتاة

من جهته، يقول سالم سلطان، مدير المزرعة: “موسم العنب بيشغل أكثر من 80 عامل وعاملة يوميًا، ما بين جمع وتعبئة وفرز. وفرنا تدريب بسيط لكل اللي بيشتغلوا، علشان نحافظ على جودة المنتج من أول قطفة لحد الشحن.”

ويؤكد سلطان أن هناك تنسيقًا مع الجهات الزراعية بالمحافظة لمتابعة جودة المحصول، وضمان استخدام أسمدة آمنة وطرق زراعة نظيفة خالية من المبيدات الضارة، لافتا إلى أن كل شحنة عنب بتخرج من هنا بتمر على أكتر من مرحلة مراقبة، لأن التصدير مش هزار، والسوق برّه عايز منتج مطابق للمواصفات بنسبة 100%.”

جنات أبو الحسن: موسم العنب بيستر ناس كتير في العديسات

وسط الحقول، وبيدين مغطاة بالغبار الحلو لعناقيد العنب، تتحدث جنات أبو الحسن، شابة عشرينية من بنات القرية، عن تجربتها مع هذا الموسم: “من وأنا صغيرة وأنا بشتغل في موسم العنب. السنة دي شغلي في الجمع والفرز ساعدني أجمع فلوس علشان أجهز أختي للجواز.”

وتضيف جنات بابتسامة فخر: “موسم العنب بيستر ناس كتير هنا، ومش عيب إن البنت تشتغل في الزراعة. بالعكس، إحنا بنساعد نفسنا وبنرفع راس أهلنا.”

السياحة الزراعية.. مشروع قيد التنفيذ

يشير محمد العديسي إلى أن هناك تعاونًا مع شركات سياحية محلية لبدء مشروع “السياحة الزراعية”، عبر استقبال زوّار وسياح داخل المزرعة خلال موسم الجني لتجربة العمل الريفي التقليدي. “فيه سياح بيجوا من الأقصر يسألوا عن تجربة الجني، وبنخطط نعمل مسارات داخل المزرعة ومكان لتذوق العنب وتصوير الحصاد.”

العنب العديسي.. إلى أين؟

وتابع: من المتوقع أن تتجاوز صادرات هذا الموسم من عنب العديسي أكثر من 200 طن، حسب توقعات إدارة المزرعة، مع ازدياد الطلب عليه في الأسواق الخليجية، خاصة السعودية والإمارات، بفضل الطعم السكري والحجم الموحد للعناقيد.