
الشعور بالوحدة - صورة تعبيرية
التغلب على الشعور بالوحدة عند إقامتك وحدك قد يبدو تحديا كبيرا، فالانتقال للعيش بمفردك تجربة مليئة بالتحديات والإثارة، إذ تمنحك فرصة تحقيق الاستقلالية وتشكيل أسلوب حياتك الخاص، لكنها في ذات الوقت قد تبرز مشاعر الوحدة وتحملك مسؤوليات جديدة.
الشعور بالوحدة في منزلك
ففي هذه المرحلة، لن تجد أحدًا يسألك عن تفاصيل يومك عند دخولك المنزل، وهو أمر قد يبدو غريبًا للبعض، كما أشار إليه خبراء علم النفس.
تتحول المسؤوليات اليومية إلى عبء إضافي؛ فمع الانتقال للعيش بمفردك تصبح كافة الأعمال المنزلية على عاتقك، بدءًا من التنظيف وإعداد الوجبات مرورًا بترتيب الأمور المالية مثل دفع الإيجار وفواتير المرافق، وهذا قد يؤدي إلى تقليص المبالغ المخصصة للترفيه أو شراء الملابس الجديدة أو حتى القيام برحلات خارجية، ما يفرض عليك ضرورة إعادة ترتيب أولوياتك المالية.
الاعتماد على الذات
من ناحية أخرى، تبرز بعض الإيجابيات التي تصاحب هذا النمط من الحياة؛ إذ يمنحك العيش بمفردك فرصة لاكتساب مستوى أعلى من الاستقلالية والاعتماد على الذات، الأمر الذي يعزز الثقة بالنفس ويمنحك خصوصية ومساحة شخصية لا مثيل لها، فبإمكانك تنظيم وقتك كما تشاء دون الحاجة للتنسيق مع الآخرين، مما يقلل من فرص النزاعات ويوفر بيئة خالية من المشتتات.
لكن مع كل هذه المزايا تظهر بعض العيوب المحتملة التي يجب الانتباه إليها، منها زيادة العبء النفسي نتيجة تحمل كافة المسؤوليات بمفردك، ما قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق. كما قد ينعكس غياب التواصل الاجتماعي الفوري على صحتك النفسية، وقد تؤدي بعض العادات غير الصحية مثل الإفراط في استخدام الشاشات أو النوم غير المنتظم أو تناول الأطعمة السريعة إلى تدهور الحالة البدنية.
الاستعداد النفسي والمالي
وفي ضوء هذه المعطيات، تؤكد أخصائية علم النفس السريري المرخَّصة مولي بوريتس على أهمية الاستعداد النفسي والمالي قبل اتخاذ قرار الانتقال للعيش بمفردك، مشيرة إلى ضرورة وضع روتين يومي ثابت يضمن تنظيم حياتك.
فمن خلال تحديد جدول زمني يشمل إعداد وجبات صحية، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على مواعيد نوم ثابتة، يمكنك تجنب الانزلاق نحو الفوضى والانعزال الاجتماعي، كما ينصح بتخصيص وقت للتواصل مع الأصدقاء والعائلة سواءً عبر الزيارات أو اللقاءات الاجتماعية، ما يعزز من شعور الانتماء والدعم النفسي.
إن تبني روتين منظم يساهم في تحسين الإنتاجية ويقلل من فرص الوقوع في العزلة، ما يجعل تجربة العيش بمفردك أكثر توازنًا وإيجابية، بحيث تستفيد من استقلاليتك دون أن تفقد الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه في بعض الأحيان.