
صنع الله إبراهيم
ببالغ الحزن، ودعت الأوساط الثقافية المصرية والعربية اليوم الأربعاء، الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض.
ورحل إبراهيم تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا ضخمًا، شكّل علامة فارقة في تاريخ الرواية العربية الحديثة، ومسيرة حافلة بالجرأة والتمرد على كل ما هو سائد.
مسيرة أدبية كبيرة
ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وبدأت رحلته مع الكتابة منذ صباه، لكنها لم تكن رحلة عادية، حيث تميزت أعماله بالأسلوب الساخر، والواقعية النقدية اللاذعة، والتي كشفت عن أعمق تناقضات المجتمع والسياسة.
بدأ نجمه يسطع في الستينيات، مع مجموعته القصصية “تلك الرائحة”، التي كانت بمثابة صرخة في وجه القيود الاجتماعية والسياسية، وتلتها روايات شكلت وعي جيل كامل.
ومن أشهر أعماله التي حظيت بصدى واسع:
- “اللجنة”: رواية رمزية ناقدة تناقش السلطة والتسلط.
- “شرف”: عمل يصور الواقع المرير داخل السجون وأروقة القضاء.
- “ذات”: تتبع حياة امرأة مصرية عادية لترصد تحولات المجتمع المصري.
- “أمريكانلي”: تحليل نقدي للعلاقة بين الشرق والغرب، وتأثير الثقافة الأمريكية.
مواقفه الصادمة ورفضه الجوائز
لم يكتفِ صنع الله إبراهيم بالتمرد عبر كتاباته، بل امتد تمرده ليشمل مواقفه العلنية. ولعل أبرز هذه المواقف كان في عام 2003، عندما رفض استلام جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي، في واقعة لا تُنسى.
فبعد إعلانه الفائز، اعتلى المنصة وألقى كلمة نارية انتقد فيها سياسات النظام، ورفض أن يتلقى تكريمًا من جهة حكومية، مُعيدًا الجائزة المالية إلى المنظمين.
تدهور الحالة الصحية
في الشهور الأخيرة، شهدت الحالة الصحية للأديب الراحل تدهورًا ملحوظًا. وقد نقل عدة مرات إلى المستشفى لتلقي العلاج، وتداول محبوه على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات للدعاء له بالشفاء. وعلى الرغم من معاناته، إلا أنه ظل محافظًا على هدوئه وعزلته التي عُرف بها، مُفضلًا الابتعاد عن الأضواء.
بوفاة صنع الله إبراهيم، فقدت الثقافة العربية أحد أهم أصواتها الحرة والمتمردة. فقد كان أكثر من مجرد كاتب، بل كان ضميرًا للأمة ومرآة تعكس أوجاعها وتطلعاتها.
اقرأ أيضا:
تدهور الحالة الصحية للروائي الكبير صنع الله إبراهيم
الرئيس السيسي يوجه بتقديم الرعاية الصحية اللازمة لصنع الله إبراهيم
صنع الله إبراهيم صوت الرواية المصرية الذي تحدى الصمت (بروفايل)