
سيرجي لافروف
وكالات – عقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مباحثات في وونسان – إحدى المدن الساحلية في كوريا الشمالية – مع الرئيس كيم جونج أون، حيث نقل إليه تحيات الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكدًا ضرورة استمرار التعاون الوثيق بين البلدين.
تأييد بيونغ يانغ لمواقف موسكو
أعرب كيم جونج أون خلال اللقاء عن دعم الحكومة الكورية الشمالية الكامل “دون قيد أو شرط” لأي إجراءات تتخذها روسيا في حربها مع أوكرانيا. وأكدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن البلدين “يشتركان في وجهات نظر استراتيجية متطابقة”، داعيةً إلى العمل المشترك سواء على المستويين الاستراتيجي أو التكتيكي على الساحة الدولية.
أسباب التقارب الروسي الكوري الشمالي
شهد تحالف عسكري واقتصادي متنامٍ بين موسكو وبيونغ يانغ خلال السنوات الأخيرة:
قدمت كوريا الشمالية مساعدات من موارد بشرية وعسكرية لروسيا في حربها بأوكرانيا.
بالمقابل، وفرت روسيا دعمًا تقنيًا واقتصاديًا لبيونغ يانغ.
أثار هذا التعاون قلقًا لدى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحلفائها، بسبب احتمال نقل تقنيات حساسة قد ترفع من قدرة بيونغ يانغ على تطوير أسلحة نووية وصاروخية.
لافروف يحذّر من تحالف غربي
بعد اجتماعه مع وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي، صرح لافروف للصحفيين أن تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن وسول وطوكيو، بما في ذلك التدريبات المشتركة، يُمثل محاولة لتشكيل تحالف ضد كوريا الشمالية وربما موسكو نفسها. وردًّا على ذلك، شدد على أن بلاده “تحذر من استغلال هذه العلاقات لتشكيل تحالفات موجهة ضد أي طرف، بما في ذلك كوريا الشمالية، وبالطبع روسيا.”
الرد العسكري من الحلف الغربي
في اليوم السابق، سلّط الحلف الثلاثي (الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان) الضوء على تدريبات جوية مشتركة في شبه الجزيرة الكورية، شاركت فيها قاذفات أمريكية مزودة بإمكانات نووية. كما اجتمع كبار قادة الدول الثلاث في سول، مطالبين كوريا الشمالية بوقف أنشطتها “غير القانونية” التي تهدد الأمن الإقليمي.
تبرير كوريا الشمالية لنشاطها النووي
من جانبها، تدّعي بيونغ يانغ أن التدريبات الغربية تمثّل “تمارين اقتحام” موجهة ضدها، وأن برنامجها النووي ضرورة دفاع عن نفسها. وأكد لافروف أن روسيا “تفهم” حق كوريا الشمالية في سعيها لامتلاك أسلحة نووية، معتبرًا أن التكنولوجيا التي تعتمد عليها نتيجة جهود علمائها الوطنيين، ومشدّدًا على احترام موسكو لتلك الطموحات.
تعزيز التعاون البحري والسياحي
استقبلت معاهدة الدعم المتبادل بين البلدين شكرًا روسيًا على مساهمة القوات الكورية الشمالية في صد أعمال عدائية باتجاه منطقة كورسك الحدودية.
وعلى صعيد آخر، افتتحت كوريا الشمالية مؤخرًا مجمّعًا سياحيًا ضخمًا في وونسان، يَسَعُ لحوالي 20,000 زائر، ضمن المشروع المعروف بمنطقة “وونسان–كالما”، الذي يُعَدّ جزءًا من استراتيجية كيم جونج أون لتنشيط القطاع السياحي وتنشيط الاقتصاد المحلي. وأشار لافروف إلى أن روسيا ستدعم تسهيل حركة السياح الروس، “بما يشمل الرحلات الجوية”.
تحديات أمام السياحة في وونسان
رغم الترويج المكثف للمنتجع، لا تزال الفرص الفعلية لاستقبال السياح الغربيين محدودة، إذ من غير المتوقع أن تُفتح الحدود بالكامل أمام الزوار الدوليين في الفترة القريبة.