
الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحفي اليوم، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر الاتحادية، على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة فوراً والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير، بالإضافة إلى ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين.
وقال الرئيس السيسي إن الحلول السياسية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق ما دام الشعب الفلسطيني يُجبر على تحمل وطأة الحروب المدمرة التي تُخل بمستقبله وتدمر بنيته الأساسية.
وأشار إلى أن القاهرة ترفض بأي شكل من الأشكال دعوات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، حيث تظل القضية الفلسطينية محوراً رئيسياً لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
واستعرض الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي الخطة العربية الشاملة للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدين على أهمية تنسيق الجهود المشتركة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع، والذي تعتزم مصر استضافته حال تحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح أن هذا المؤتمر سيكون خطوة مهمة لتجميع كافة الأطراف العربية والدولية حول رؤية واضحة لإعادة بناء القطاع دون الإضرار بحقوق السكان الأصليين.
كما تناول الرئيس السيسي في الحوار مع الرئيس الفرنسي مسألة استعادة المعدلات الطبيعية لحركة مرور السفن في قناة السويس، مشيراً إلى أن هذه المسألة حظيت باهتمام مشترك من القاهرة وباريس. موضحا أن الهجمات المتكررة على السفن في مضيق باب المندب، نتيجة استمرار النزاع في غزة، أجبرت العديد من السفن التجارية على اتباع طرق بحرية بديلة أطول وأكثر تكلفة، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة بلغت حوالي 7 مليارات دولار في إيرادات القناة لعام 2024، إلى جانب التأثير السلبي على حركة التجارة الدولية وسلاسل الإمدادات العالمية.
وفي سياق آخر، أكد الرئيس السيسي على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، داعياً إلى تبني عملية سياسية شاملة في المرحلة الانتقالية تتسم بالمشاركة الفاعلة لمكونات الشعب السوري كافة، كما دعا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية كخطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار.
ولم ينسَ الرئيس الإشارة إلى ضرورة دعم لبنان، حيث أكد على دعم الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية في جهودهم لتحقيق الاستقرار، مؤكدًا على أهمية التزام جميع الأطراف باتفاقية وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701 دون انتقائية.
وفي ختام المؤتمر، شدد الرئيس السيسي على أن تحقيق الأمن والاستقرار لا يقتصر على قضية واحدة بل يمتد ليشمل السودان ودول الساحل الأفريقي، معتبرا أن معالجة هذه القضايا معاً تشكل الركيزة الأساسية لوضع حد للصراعات وتأسيس مستقبل أكثر أماناً واستقراراً لمنطقة الشرق الأوسط برمتها.