
مرض السرطان - صورة تعبيرية متداولة
أعلنت دراسة علمية جديدة عن آلية تفسر ضعف أداء الخلايا التائية في مقاومة السرطان بفعالية، خاصة في حالات ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن.
وأوضحت الدراسة، للمرة الأولى، أن الخلايا السرطانية تُحدث أزمة حادة في الطاقة داخل الخلايا التائية، ما يعطل قدرتها على مهاجمة الأورام؛ إذ يؤدي هذا النقص في الطاقة إلى اضطراب في آليات إنتاجها واستخدامها للطاقة اللازمة لأداء وظائفها المناعية.
تُعتبر الخلايا التائية من الركائز الأساسية للجهاز المناعي، حيث تقوم بتحديد الخلايا السرطانية ومهاجمتها بالإضافة إلى محاربة المسببات المرضية الأخرى. ولكي تعمل هذه الخلايا بكفاءة، فإنها تعتمد بشكل رئيسي على عمليات التمثيل الغذائي داخل الخلية، خاصةً تلك التي تتم في الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة.
وتُظهر الدراسة أن قدرة الخلايا التائية على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكوليسترول والدهون، والتي تُعد بمثابة وقود حيوي يتيح لها التكاثر والانقسام بعد تعرفها على الخلايا السرطانية، تتأثر سلبًا عند تفاعلها مع تلك الخلايا. هذا التفاعل يعيق العملية الطبيعية للتمثيل الغذائي ويُضعف أداء الميتوكوندريا، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في إنتاج الطاقة.
في ظل أزمة الطاقة، تفقد الخلايا التائية قدرتها على التكاثر والانقسام، وهما عمليتان ضروريتان لمهاجمة الخلايا السرطانية بفعالية. وينجم عن ذلك ضعف الاستجابة المناعية، مما يُتيح للسرطان فرصة الانتشار دون مقاومة كافية. وإذا استمر النقص في الطاقة، قد تنهار وظائف هذه الخلايا أو حتى تموت، مما يزيد من تعقيد التحديات العلاجية.
يمكن تشبيه الخلايا التائية ببطارية تحتاج إلى شحن مستمر؛ حيث يمثل الشحن توفير الطاقة عبر الميتوكوندريا والتمثيل الغذائي السليم. وبدون هذا الشحن الكافي، تصبح الخلايا عاجزة عن أداء مهامها المناعية الحيوية.