
الذكاء الاصطناعي - تعبيرية
شارك أكثر من ألف فنان موسيقي، بينهم نجوم عالميون مثل كيت بوش وكات ستيفنز، في إصدار ألبوم صامت تحت عنوان “هل هذا ما نريده؟”، للتحذير من التعديلات المُقترحة على قوانين حقوق الملكية الفكرية في بريطانيا.
ألبوم صامت للفنانين في بريطانيا
وتتيح هذه التعديلات لشركات التكنولوجيا استخدام الأعمال الفنية لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى إذن مسبق أو تعويض مالي للمبدعين.
تواجه الصناعات الإبداعية عالميا إشكالات قانونية وأخلاقية بسبب اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي على الأعمال الفنية السابقة لتوليد محتوى جديد، دون ضمان حقوق مالية أو اعتراف بالمبدعين الأصليين.
وفي خطوة مثيرة للجدل، تخطط بريطانيا – التي تسعى بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى ريادة مجال الذكاء الاصطناعي – لتليين التشريعات التي تمنح المبدعين حق التحكم في استخدام أعمالهم الأدبية والفنية.
مخاوف الفنانين: أصواتنا قد تُسرق
وفق المقترحات الجديدة، سيتمكن مطورو الذكاء الاصطناعي من تدريب نماذجهم على أي مواد متاحة قانونيا، مع إلزام الفنانين بإعلان رفضهم المسبق لاستخدام أعمالهم.
وقد عبّر فنانون كبار مثل آني لينوكس وبيلي أوشن وهانز زيمر عن رفضهم لهذه الخطوة، معتبرين أنها تقوّض مبدأ السيطرة الحصرية للمبدعين على إنتاجهم الفني.
وعلقت كيت بوش، التي عادت أغنيتها “Running Up That Hill” للشهرة عام 2022 عبر مسلسل Stranger Things، بتساؤل استنكاري: “هل سيُصبح صوتنا بلا قيمة في مستقبل الموسيقى؟”.
استوديوهات فارغة.. رسالة بصمت
يجسد الألبوم الاحتجاجي – الذي أنتج بشكل جماعي – واقعا مريرا عبر تسجيلات لاستوديوهات موسيقية خالية ومنصات أداء بلا حياة، كمحاكاة لتأثير التغييرات التشريعية على مستقبل الإبداع. وتنتهي المشاورات الحكومية حول هذه القوانين الثلاثاء، وسط ضغوط من المنظمات الداعمة للفنانين.
رد الحكومة: لا قرارات نهائية بعد
وأكد متحدث حكومي أن النظام الحالي لقوانين الذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية يعيق تحقيق الصناعات الإبداعية لإمكاناتها، مشيراً إلى أن المقترحات ما زالت قيد النقاش.
من جهته، حذّر إد نيوتن ريكس، مؤسس منظمة Fairly Trained غير الربحية، من أن التعديلات ستُهدر إرث الفنانين البريطانيين لصالح شركات التكنولوجيا، دون ضمانات تُذكر، مصيفا أن بريطانيا قادرة على ريادة الذكاء الاصطناعي دون التضحية بقطاع إبداعي هو مصدر فخرها العالمي.
يُذكر أن الحملة الاحتجاجية حظيت بدعم واسع من أسماء لامعة في الصناعة، ما يضع الحكومة البريطانية أمام تحدي الموازنة بين الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق المبدعين.