
نجوم فوازير رمضان في مصر
شكلت فوازير رمضان علامة فنية بارزة في الثقافة المصرية والعربية، ارتبطت بليالي الشهر الكريم وباتت جزءا من ذاكرة الأجيال. لكن كيف بدأت هذه الظاهرة ومن كان وراء أولى خطواتها؟

فوازير رمضان.. البداية من الإذاعية آمال فهمي
في عام 1955، دشنت الإذاعية الراحلة آمال فهمي أولى فوازير رمضان عبر الإذاعة المصرية، حيث قدمت مسلسلا إذاعيا يعتمد على مسابقة للتعرف على أصوات المشاهير.
اقرأ أيضا: حكايات عن أشهر أغاني رمضان زمان.. ذكريات عمرها يتجاوز 80 عاما
كانت الفكرة بسيطة تقوم شخصية مشهورة بقراءة نص من كتاب دون ذكر اسمها، وعلى المستمعين تخمين صاحب الصوت. ومن أبرز المشاركين في هذه التجربة أم كلثوم، التي قرأت مقطعا من كتاب الأيام لطه حسين، ما أثار حيرة الجمهور الذي اعتاد صوتها الغنائي فقط.
- التطور الأدبي: استعانت فهمي بكبار الشعراء مثل بيرم التونسي، الذي كتب 30 فزورة قصيرة، تلاها مفيد فوزي، ثم صلاح جاهين لمدة 14 عاما، ما أضاف بعدا أدبيا وثقافيا للفوازير.
- الجوائز: بدأت الجوائز بـ5 جنيهات للفائز الأول، ووصلت لاحقا إلى 10 آلاف جنيه في عهد بهاء جاهين.

الانتقال إلى التلفزيون.. على رأي المثل
مع انطلاق التلفزيون المصري عام 1960، انتقلت الفوازير إلى الشاشة الصغيرة عام 1961 عبر برنامج “على رأي المثل”، الذي كتبه بيرم التونسي. اعتمدت الفكرة على تقديم مثل شعبي في قالب درامي، وعلى المشاهدين إرسال الإجابة عبر البريد. كانت هذه الخطوة أولى محاولات دمج الدراما مع الألغاز، ما جذب جمهورا أوسع.

الثورة الاستعراضية: ثلاثي أضواء المسرح
في عام 1967، قدم ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم، جورج سيدهم، الضيف أحمد أول فوازير عربية تجمع بين الاستعراض والكوميديا تحت إشراف المخرج أحمد سالم. تميزت هذه الفوازير بجوائز مادية مثل الساعات والدراجات، ورسخت مفهوم الفزورة التلفزيونية كعرض متكامل من الغناء والرقص.

تطورات بارزة في مسيرة الفوازير
- الشخصيات الكوميدية: في 1982، ابتكر المخرج فهمي عبدالحميد شخصية فطوطة التي قدمها سمير غانم، لتصير أيقونة كوميدية مرتبطة برمضان.
- الاستعراض النسائي: برزت نيللي كأهم وجوه الفوازير الاستعراضية بين 1975–1996، عبر سلسلة مثل “صورة وفزورة” و”الدنيا لعبة”، بينما قدمت شريهان أعمالًا مثل “ألف ليلة وليلة”.

لماذا تراجعت الفوازير؟
شهدت الفوازير تراجعا تدريجيا مع مطلع الألفية الثالثة لعدة أسباب بحسب ما ذكره عدد من النقاد:
ارتفاع التكاليف الإنتاجية مقارنة بالمسلسلات.
- غياب الفنان الشامل القادر على الجمع بين التمثيل والغناء والرقص.
- تغير ذوق الجمهور مع ظهور منصات الترفيه الرقمية.
بدأت فوازير رمضان كفكرة بسيطة في الإذاعة، ثم تحولت إلى عروض تلفزيونية استعراضية جمعت بين الإبداع الأدبي والفني. ورغم تراجعها اليوم تظل جزءا من ذاكرة مصر الثقافية، وشاهدا على عصر ذهبي للفن العربي.
اقرأ أيضا:
من أول شعب استخدم فوانيس رمضان؟.. قصة بدأت منذ ألف عام
مسلسل حسبة عمري في رمضان.. يناقش قانون الكد والسعاية وحقوق المرأة بعد الطلاق
أسرار جديدة تكشفها حفيدة زكي رستم عن حياته.. راهب الفن الذي تزوج السينما
مسلسل أثينا في رمضان 2025.. كيف تسبب “دارك ويب” في إنهاء حياة عدة شباب؟
مسلسل الحلانجي يعيد محمد رجب للدراما الرمضانية بعد غياب 5 سنوات