مخاطر التوتر المزمن على صحتك.. وأبرز 3 طرق للتخلص منه

التوتر المزمن - تعبيرية

في عالمنا سريع الخطى، أصبح التوتر المزمن جزءا شبه دائم في حياة الكثيرين. لكن عندما يتحول هذا التوتر من مجرد ضغط مؤقت إلى حالة مزمنة ومستمرة، فإنه يصبح عبئاً خطيراً يلقي بظلاله على صحتنا النفسية والجسدية على حد سواء.

التوتر المزمن يسبب مشكلات صحية متعددة

وتحذر البروفيسورة آن كاسبر، المتخصصة في علم النفس، من أن إهمال التعامل مع التوتر المستمر يفتح الباب أمام مشاكل صحية وخيمة.

ولفهم خطورة التوتر المزمن، يجب أن نعرف كيف يؤثر على أجسامنا. عند الشعور بالضغط، يطلق الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين (استجابة الكر أو الفر) هذه الاستجابة مفيدة في المواقف الطارئة قصيرة الأمد. لكن التعرض المستمر لهذه الهرمونات بسبب التوتر المزمن يُرهق أنظمة الجسم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى:

أمراض القلب والأوعية الدموية: يساهم التوتر المزمن في ارتفاع ضغط الدم بشكل دائم، وزيادة معدل ضربات القلب، وتلف الأوعية الدموية، ما يرفع بشكل كبير خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ضعف الجهاز المناعي: يمكن لارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل مطول أن يثبط وظائف الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى والأمراض.
اضطرابات النوم: يتداخل التوتر مع دورات النوم الطبيعية، ما يؤدي إلى الأرق أو النوم المتقطع، وهذا بدوره يزيد من الإرهاق والتوتر في حلقة مفرغة.
مشاكل صحية أخرى: قد يسبب التوتر المزمن مشاكل هضمية مثل متلازمة القولون العصبي، والصداع، وآلام عضلية، وزيادة في الالتهابات بالجسم.

التداعيات النفسية: لا يقتصر أثر التوتر المزمن على الجسد، بل يمتد ليؤثر بعمق على الصحة النفسية، ويسبب التالي:

الاحتراق النفسي: حالة من الإرهاق العاطفي والجسدي الشديد، وفقدان الدافع، والشعور بالانفصال عن العمل أو الحياة.
الاكتئاب والقلق: يعتبر التوتر المزمن عامل خطر رئيسي للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق المختلفة.

كيفية مواجهة التوتر المزمن

ويمكن التحكم في التوتر وإدارته بفعالية من خلال تبني عادات صحية مثل:

النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي أو الجري أو السباحة، حيث تساهم في خفض هرمونات التوتر وإفراز الإندورفينات التي تحسن المزاج.
تقنيات الاسترخاء: تخصيص وقت يومي لممارسات مثل اليوجا، التأمل، التنفس العميق، أو الاسترخاء العضلي التقدمي يساعد على تهدئة الجهاز العصبي.
التوازن بين العمل والحياة: وضع حدود واضحة بين ساعات العمل والحياة الشخصية أمر بالغ الأهمية، حيث يجب التأكد من تخصيص وقت للهوايات، والأنشطة الترفيهية، وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة للانفصال عن ضغوط العمل.

متى تطلب المساعدة الطبية؟

إذا لم تنجح هذه الأساليب في تخفيف حدة التوتر، أو إذا كان التوتر يؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فمن الضروري استشارة طبيب أو معالج نفسي.

ويمكن أن يكون التدريب على إدارة التوتر المعرفي السلوكي مفيداً جداً، حيث يركز هذا النهج العلاجي على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية التي تزيد من الشعور بالتوتر، وتعلم استراتيجيات تكيف أكثر إيجابية وفعالية، ما يعزز القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة بمرونة أكبر.