
غارات أمريكية على صنعاء
أعلنت الولايات المتحدة والحوثيون في اليمن عن نية التصعيد بعد قيام أمريكا بشن ضربات جوية تهدف إلى ردع المتمردين من مهاجمة السفن العسكرية والتجارية في أحد أهم ممرات الشحن عالميا.
وفي تصريح نقلته شبكة “سي بي إس” اليوم الأحد، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “لن نسمح لهؤلاء بالتحكم في حركة السفن، وسنستمر في شن الضربات الجوية حتى نفقدهم القدرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات”.
وأوضح روبيو أن هذه الضربات لا تعد ردًا انتقاميًا لمرة واحدة مثل تلك التي نفذتها إدارة بايدن عقب هجمات الحوثيين، بل ستستمر حتى تقتصر قدرات المعتدين على العمل.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات صدرت أمس السبت، عن إصدار أوامر بشن سلسلة من الغارات الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء ومعاقل الحوثيين في صعدة، أقصى شمال البلاد، متعهّدًا باستخدام “قوة مميتة ساحقة” لوقف هجمات الحوثيين على السفن في هذا الممر البحري الحيوي.
ومن جانبها، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية مساء اليوم عن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” والقطع البحرية التابعة لها في شمال البحر الأحمر، باستخدام 18 صاروخاً بالستيا ومجنحاً إلى جانب طائرة مسيرة.
اقرأ أيضا: غارات أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء.. وترامب يتعهد باستخدام القوة الساحقة
وفي بيان صادر عن العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال: “رداً على العدوان، نفذنا عملية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية وقطعها الحربية باستخدام 18 صاروخاً بالستيا ومجنحاً وطائرة مسيرة”.
وأضاف سريع: “لن نتردد في استهداف كافة القطع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر والعربي، ردًا على العدوان على وطننا، وسنستمر في فرض الحصار البحري على العدو الإسرائيلي في منطقة العمليات المعلنة حتى دخول المساعدات إلى غزة”. وشدد سريع على أن “العدوان الأمريكي لن يزيد من عزيمة الشعب اليمني الصامد والمجاهد، بل سيؤدي إلى المزيد من الثبات والإيمان”.
وأشار إلى أن العملية تأتي رداً على الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت عدة محافظات يمنية، والتي خلفت ما يزيد عن 31 قتيلًا وأكثر من مئة جريح، وفقًا لوزارة الصحة التابعة للحوثيين. وأضاف أن هذه الضربات جاءت بعد أيام من إعلان جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والعربي وباب المندب، عقب توقف تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل وتعليق شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي تصريح مصور، توعد زعيم الحوثيين في اليمن، عبدالملك الحوثي، الولايات المتحدة بخيارات تصعيدية إضافية عقب الغارات الأمريكية المكثفة التي استهدفت مواقع للجماعة المتحالفة مع إيران.
وقال الحوثي: “مواصلة العدوان الأمريكي على اليمن لصالح العدو الإسرائيلي لن تحقق أهدافه”، مشددًا على أن اليمن سيرد على العدوان بتصعيد عمليات استهداف حاملات الطائرات الأمريكية وبوارجها، كما سيستمر في فرض حظر على السفن الأمريكية طالما استمر العدوان.
وأضاف زعيم الحوثيين: “إذا استمر العدوان الأمريكي على بلدنا، سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية، وسيعمل الشعب اليمني تحركاً شاملاً على مستوى التعبئة العامة في كافة المجالات، دون أن يتزحزح عن موقفه المساند لغزة”. كما أكد زعيم الحوثيين أن قواته المسلحة قد باشرت الرد على العدوان الأمريكي، مؤكدًا أن “قرارنا هذا ظل طوال مدة استمرار العدوان”.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، أعلنت جماعة الحوثي أن القوات الأمريكية شنت 47 غارة جوية على أنحاء اليمن، مخلفة عشرات القتلى والجرحى. كما أكدت الجماعة أنها ردت باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” والقطع الحربية التابعة لها في شمال البحر الأحمر بـ18 صاروخاً بالستيا ومجنحاً وطائرة مسيرة، دون أن يعلق واشنطن على هذه التصريحات.