فريق نشرة القاهرة
الحوار الوطني في سوريا
أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا خلال مؤتمر صحفي بدمشق، أن السلطات السورية الجديدة ستفتتح الحدث الوطني لبحث مستقبل البلاد في 25 فبراير الجاري.
الحوار الوطني في سوريا
وصرّح حسن الدغيم، المتحدث باسم اللجنة، بأن الدعوات ستُرسل يوم الاثنين للمشاركين من داخل وخارج سوريا، فيما سيُحدد مكان انعقاد المؤتمر لاحقًا.
وأكد “الدغيم” أن توصيات الحوار لن تقتصر على مجرد نصائح أو شكليات، بل ستشكل الأساس لإعلان دستوري وهوية اقتصادية جديدة وخطة إصلاح مؤسسية.
وأوضح أن اللجنة قامت بتعديل برامجها استجابة للملاحظات، مشيرًا إلى أن اللقاء القادم سيجمع مختلف شرائح المجتمع، مع تركيز خاص على المناطق الشرقية، وسيتم تمثيل فئات الضحايا والجرحى والمعتقلين.
يأتي ذلك بعد تصريح الرئيس السوري أحمد الشرع في 31 يناير الماضي بإعلان اللجنة التحضيرية قريبًا، حيث وصفها بأنها منصة مفتوحة للمداولات والمشاورات والاستماع إلى مختلف وجهات النظر حول البرنامج السياسي المستقبلي.
مشاورات مع 4 آلاف مواطن
كما أفادت اللجنة خلال المؤتمر الصحفي بأنها تشاورت خلال الأسبوع الماضي مع نحو 4 آلاف مواطن من مختلف أنحاء البلاد لجمع آرائهم، إذ تم تسجيل أكثر من 2200 مداخلة شفهية واستلام ما يزيد عن 700 مشاركة مكتوبة.
وأبرزت اللقاءات وجود توافق واسع حول قضايا العدالة الانتقالية والبناء الدستوري والإصلاح المؤسسي والاقتصادي، بالإضافة إلى وحدة الأراضي وحماية الحريات العامة والشخصية والسياسية.
وفي إطار الاستعدادات لعقد مؤتمر الحوار الوطني، نظمت اللجنة أكثر من 30 لقاءً شملت كل المحافظات لضمان تمثيل كافة مكونات المجتمع السوري.
وأشارت إلى أن المؤتمر يمثل خطوة أولى في مسار وطني طويل يتطلب عملاً جماعيًا مستمرًا لبناء هوية وطنية جديدة تحفظ السلم الأهلي وتحقق تطلعات الشعب السوري لمستقبل يليق بتضحياته.
كما كرّرت اللجنة مطالبات متكررة بإصدار إعلان دستوري مؤقت لتسيير المرحلة الانتقالية، وإعداد خطة اقتصادية متوافقة مع المتغيرات الراهنة، إلى جانب ضرورة إعادة هيكلة القطاعات الحكومية وإشراك المواطنين في إدارة المؤسسات وتعزيز الأمن والاستقرار لتسهيل إعادة بناء الدولة.
معالجة القضايا الوطنية
وختمت اللجنة تصريحاتها بتأكيد أن الحوار الوطني ليس مجرد حدث مرحلي، بل هو نهج مستدام لمعالجة القضايا الوطنية بشكل تدريجي ومسؤول، مستندًا إلى الروح الوطنية العالية والمسؤولية التي أبداها مختلف النخب المجتمعية. وأضافت أن اختلاف وجهات النظر يعد مؤشرًا على قدرة السوريين على الحوار والتعايش، مما يعزز الثقة بأن التنوع المجتمعي يشكل مصدر قوة، على عكس ما سعى النظام السابق إلى ترسيخه. وسيعتمد المؤتمر على منهج عملي يشمل ورش عمل تخصصية تضم خبراء ومختصين لضمان نقاشات معمقة وإيجاد حلول قابلة للتطبيق.
