فريق نشرة القاهرة
اشتباكات في السويداء
أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الثلاثاء 15 يوليو، دخول الجيش إلى مدينة السويداء في جنوب البلاد، وسط اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة.
وذكرت إدارة الإعلام والاتصال بالوزارة، وفقاً لوكالة سانا، أن قوات الجيش العربي السوري بدأت دخول مدينة السويداء.
وبحسب “تلفزيون سوريا”، فقد تمركزت أرتال من الجيش وقوى الأمن الداخلي في منطقة ريمة حازم شمال‑غرب السويداء وشرعت بالتقدم نحو مركز المدينة.
وأفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات شرسة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي من جهة، ومجموعات خارجة عن القانون الرافضة لدخول مؤسسات الدولة من جهة أخرى. وقد بدأت الاشتباكات على أطراف المدينة ثم امتدت إلى قلبها.
في سياق متصل، قال قائد الأمن الداخلي بالسويداء، العميد أحمد الدالاتي، في بيان نشرته وزارة الداخلية على فيسبوك: “حرصاً على تعزيز الأمن والاستقرار في محافظة السويداء، وبعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة، ستباشر قوات وزارتي الداخلية والدفاع بالدخول إلى مركز مدينة السويداء، وذلك لحماية المدنيين واستعادة الأمن”.
وأضاف الدالاتي أن حظر تجول سيُفرض في شوارع المدينة اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر، داعياً أهالي السويداء للبقاء في منازلهم.
وأكد الدالاتي ضرورة منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المباني السكنية كمواقع مواجهة مع قوات الدولة، محمّلاً المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية وداعياً للتعاون الكامل لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار المحافظة.
ورحّب الدالاتي بموقف الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري، معتبراً ذلك “موقفاً وطنياً مسؤولاً”، ودعا جميع المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية لاتخاذ موقف وطني موحّد يدعم جهود وزارة الداخلية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن في المحافظة.
كما ناشد الدالاتي قادة الفصائل والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون بوقف أي أعمال تعيق دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع، والتعاون عبر تسليم أسلحتهم للجهات المختصة حفاظاً على السلم الأهلي وأمن المواطنين واستقرار البلاد.
من جانبها، رحّبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لفرض السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة، وفق ما نقلته قناة “الإخبارية”.
وطالبت الرئاسة جميع الفصائل المسلحة بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية، وعدم مقاومة دخولها وتسليم أسلحتها، مشدّدة على أن استعادة الأمن والاستقرار يستوجب بسط سلطة الدولة عبر مؤسساتها الرسمية، لا سيما الأمنية والعسكرية.
كما دعت إلى فتح حوار مع الحكومة السورية لمعالجة تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات في مختلف المجالات.
بدورها، أكدت إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع أن الجيش العربي السوري مستمر في عملياته في السويداء بهدف تحقيق الأمن والاستقرار، داعية أهالي المدينة إلى البقاء في المنازل والإبلاغ عن أي تحركات للمجموعات الخارجة عن القانون التي قد تحاول استخدام الأحياء المدنية نقطة انطلاق لعملياتها.
كما أشارت إلى أن تلك المجموعات تحاول الهرب من المواجهات عبر الانسحاب نحو وسط المدينة.
وتشهد محافظة السويداء توترات منذ عدة أيام، تصاعدت أول أمس الأحد مع اندلاع اشتباكات دامية بين عشائر البدو وفصائل محلية على خلفية عمليات خطف متبادلة.
وأدت تلك المواجهات إلى مقتل نحو 30 شخصاً وإصابة حوالي 100، من بينهم نساء وأطفال، مما دفع الجيش السوري وقوات الأمن الداخلي لنشر وحدات لفض النزاع والفصل بين الأطراف المتصارعة.
وفي تطور جديد، تعرض الجيش السوري صباح يوم الإثنين الماضي على أطراف السويداء لهجوم نفذته مجموعة خارجة عن القانون، ما أسفر عن مقتل 18 عسكرياً وإصابة آخرين، إضافة إلى اعتقال عناصر منهم ونقلهم إلى جهة مجهولة.
