يرفع فريق أتلتيكو مدريد الإسباني لكرة القدم راية التحدي عندما يشارك ببطولة كأس العالم للأندية، التي تقام في الفترة من 14 يونيو الحالي إلى 13 يوليو المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، للمرة الأولى في تاريخه.

أتلتيكو مدريد أحد ممثلي الاتحاد الأوروبي

ويعد أتلتيكو أحد ممثلي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الـ12 في كأس العالم للأندية، التي تقام للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقا.

وسيكون أتلتيكو من بين المرشحين لنيل اللقب، نظرا لما قدمه من مستوى في الموسم الماضي والذي كان ينافس فيه في كافة البطولات.

ورغم أن أتلتيكو أنهى الدوري الإسباني في المركز الثالث خلف برشلونة وريال مدريد، لكنه كان منافسا رئيسيا على الصدارة في أغلب فترات الموسم، كما أنه ودع دوري أبطال أوروبا من دور الثمانية أمام غريمه التقليدي ريال مدريد، كما ودع بطولة كأس ملك إسبانيا من الدور قبل النهائي أمام برشلونة.

ويأمل أتلتيكو أن يصل لأبعد دور ممكن في هذه البطولة، التي ينافس فيها في المجموعة الثانية مع فرق بوتافوجو البرازيلي، وباريس سان جيرمان الفرنسي، وسياتل ساوندرز الأمريكي.

مباريات الفريق الإسباني

ويستهل أتلتيكو حملته في المسابقة بمواجهة باريس سان جيرمان يوم 15 يونيو/حزيران الجاري، ثم يواجه سياتل ساوندرز الأمريكي بعدها بخمسة أيام، قبل أن يختتم منافساته في دور المجموعات بمواجهة بوتافوجو يوم 23 من الشهر الجاري.

وبعد أن حجز غريمه ريال مدريد مكانه بالفوز بدوري أبطال أوروبا 2021 / 2022، تأهل أتلتيكو مدريد عبر مسار التصنيف، ليضمن لإسبانيا المقعد الثاني في الولايات المتحدة، بعد الأداء الثابت لقطبي العاصمة في دوري أبطال أوروبا بين عامي 2020 و2024.

وفي عام 1903، اجتمع عدد من الأصدقاء الباسكيين المقيمين في مدريد، لتأسيس فرع جديد لنادي أتلتيك بلباو؛ الذي تأسس قبل ذلك بخمس سنوات. ربما يفسر هذا الخطوط البيضاء والحمراء المشتركة بين الناديين، على الرغم من أن “أتليتي” اختار السروال الأزرق. بعد أربع سنوات، أصبح نادي أتلتيكو مدريد كيانا منفصلا، وتوقف عن كونه فرعا لأتلتيك بلباو، على الرغم من أن الفريق الباسكي استمر في إمداد الفريق ببعض عناصره.

في عام 1939، بعد عدة سنوات من الأزمة، وقع نادي أتليتيك مدريد اتفاقية مع نادي الطيران الوطني، وأعيد تسميته إلى نادي الطيران الوطني في مدريد، والذي تم تغييره بعد فترة وجيزة إلى نادي أتلتيك أفياسيون.

وتمكن فريق لوس كولتشونيروس (صانعو المراتب) – وهو اللقب الذي أطلقوه على الفريق في ذلك الوقت بسبب التشابه بين ألوان قمصان الفريق وأغطية المراتب السائدة في مدريد بعد الحرب العالمية – من الفوز بأول لقب لهم خلال موسمهم الافتتاحي تحت اسم أتلتيك أفياسيون، من خلال الفوز بالنسخة الأخيرة على الإطلاق من بطولة كامبيوناتو ديل سنترو.

وفي يناير/كانون الثاني 1947، تم تغيير اسم النادي إلى أتلتيكو مدريد، وتبنى شعارا جديدا مشابها للشعار المستخدم في عام 1917. وتحت إشراف مدربه هيلينيو هيريرا، فاز النادي بالدوري الإسباني مرتين على التوالي في موسمي 1949 / 1950 و1950 / 1951 .

هداف النادي التاريخي

شهدت فترة منتصف الستينيات بداية عصر لويس أراجونيس (أولاً كلاعب، ثم خلال أربع فترات كمدرب)، والذي أصبح هداف النادي التاريخي برصيد 172 هدفًا. وبفضل قدراته الخارقة، حقق الفريق لقبه الخامس في الدوري في آخر بطولة فاز بها في ملعب ميتروبوليتانو القديم، قبل افتتاح ملعب فيسينتي كالديرون الذي حل محله.

وفي عام 1974، خسر الفريق أول نهائي لكأس أوروبا/دوري أبطال أوروبا، أمام بايرن ميونخ، وهي البطولة التي تستعصي عليهم حتى يومنا هذا. ومع ذلك، فاز فريق لوس كولتشونيروس بكأس الإنتركونتيننتال في ذلك العام بفوزه على إنديبندينتي الأرجنتيني، بعد أن رفض النادي البافاري المشاركة في البطولة كبطل أوروبا.

وبدأت علاقة دييجو سيميوني، المدرب الحالي للفريق، بالنادي في منتصف التسعينيات، كأحد لاعبي الفريق الفائز بالدوري الإسباني وكأس الملك في عام 1995 / 1996.

وسجل الأرجنتيني الهدف الثاني لفريقه في الفوز على ألباسيتي الذي حسم اللقب، وأنهى رسميا فترة طويلة من هيمنة ريال مدريد وبرشلونة على الدوري الإسباني.

في أواخر عام 2011، بدأت فترة سيميوني كمدرب، والمعروفة بالعامية باسم عصر “التشوليسمو” (إل تشولو هو لقبه).

تحت قيادته، أصبحت الأوقات المضطربة للنادي ــ التي تضمنت الهبوط في 1929 / 1930 و1999 / 2000 ــ شيئا من الماضي. وعلى الرغم من أن دوري أبطال أوروبا ظل بعيدا عن متناولهم؛ حيث خسروا نهائيين أمام ريال مدريد؛ 4 / 1 في عام 2014، ثم بركلات الترجيح في عام 2016، إلا أنهم أثبتوا أنفسهم كأحد الأندية الرائدة في أوروبا.

وقاد سيميوني فريقه إلى الفوز بالدوري الأوروبي في موسمي 2011 / 2012  و2017 / 2018، قبل الفوز بكأس السوبر الأوروبي على حساب تشيلسي (4 / 1) في 2013، وعلى حساب ريال مدريد (4 / 2 بعد الوقت الإضافي) في 2018، إضافة إلى لقبي كأس ملك إسبانيا 2012 / 2013، وكأس السوبر الإسباني 2014.

ويعد فرناندو توريس اللاعب المعروف باسم “إل نينو” من بين أساطير النادي، حيث بلغ سن الرشد مع أتلتيكو، لكنه لم يفقد أبدا حيويته أو شبابه. ظهر توريس لأول مرة مع الفريق الأول في عام 2001 في سن السابعة عشرة، وساعد النادي على الصعود إلى الدرجة الأولى في الموسم التالي.

بعد ست سنوات، أصبح خلالها قائدا للنادي ولاعبًا بارزا، ثم انتقل إلى ليفربول مقابل 36 مليون يورو.

الفوز بالدوري الأوروبي

بعد ثماني سنوات من رحيله، عاد توريس في مشهد عاطفي في يناير/كانون الثاني 2015. ليخوض ثلاثة مواسم ونصف أخرى، شهدت تحقيق لقب الدوري الأوروبي، وبه أنهى فترته الثانية في فيسينتي كالديرون بإشادة كبيرة من الجماهير. حاليا يعد توريس الهداف التاريخي السادس للنادي، برصيد 129 هدفا.

ويمتلك أتلتيكو حاليا العديد من اللاعبين المميزين يأتي في مقدمتهم يان أوبلاك حارس مرمى الفريق، وكونور جالاجر وأنطوان جريزمان وجوليان ألفاريز، أغلى لاعبي الفريق من حيث القيمة التسويقية بمبلغ 90 مليون يورو، وماركوس يورنتي وأنخيل كوريا.

ويعد أتلتيكو مدريد من بين الأندية الأعلى من حيث القيمة التسويقية حيث تبلغ قيمته التسويقية 515 مليون يورو.

اقرأ أيضا:

نجم ليفربول السابق ينضم لقائمة اللاعبين البريطانيين في صفوف ريال مدريد

الإمارات تتعادل مع قيرغزستان في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال