
أم كلثوم
القلب يعشق كل جميل تعد من أبرز الأغاني والأعمال الروحانية في مسيرة كوكب الشرق أم كلثوم، وتمثل تلاقيًا فريدًا بين الشعر الصوفي واللحن الشرقي الأصيل، ما جعلها أيقونة خالدة في الذاكرة الموسيقية العربية.
مؤلف أغنية القلب يعشق كل جميل
كتب الشاعر الكبير بيرم التونسي هذه القصيدة بعد أدائه لمناسك الحج عام 1961، حيث تأثر بشدة بالأجواء الروحانية في مكة المكرمة، وخصوصًا مشهد الحمام حول الكعبة، ما ألهمه لكتابة كلمات تعبر عن الحب الإلهي والشوق الروحي. وقد كانت هذه القصيدة الدينية الوحيدة التي كتبها بيرم باللهجة العامية المصرية، مما أضفى عليها طابعًا شعبيًا مميزًا.
أم كلثوم رفضت لحن زكريا أحمد
في البداية، عرض بيرم التونسي القصيدة على صديقه الملحن زكريا أحمد، الذي قام بتلحينها، إلا أن أم كلثوم لم تقتنع باللحن آنذاك، مما أدى إلى تأجيل تنفيذ الأغنية. وبعد وفاة بيرم وزكريا في عام 1961، بقيت الأغنية حبيسة الأدراج لمدة عشر سنوات. وفي عام 1971، أعادت أم كلثوم النظر في الأغنية، وطلبت من الموسيقار رياض السنباطي تلحينها. جاء لحن السنباطي مميزًا، حيث مزج بين الطابع الروحاني واللحن المرح، مبتعدًا عن الأسلوب التقليدي في تلحين الأغاني الدينية، مما أضفى على الأغنية طابعًا فريدًا.
كواليس الأغنية
تُشير بعض الروايات إلى أن أحد السفراء السعوديين سأل أم كلثوم عن سبب عدم تقديمها لأغنية عن الحج، مما دفعها لتذكر القصيدة التي كتبها بيرم التونسي. وبالفعل، طلبت من السنباطي تلحينها، وتم تسجيل الأغنية في استوديو 46 بالإذاعة، وصدرت عام 1972.
ومن الجدير بالذكر أن أم كلثوم أدت هذه الأغنية في حفلها الأخير يوم 4 يناير 1973، حيث واجهت صعوبة في الأداء بسبب تدهور حالتها الصحية، وانحبس صوتها أثناء غناء المقطع الأخير، مما جعلها تذرف الدموع على المسرح، في لحظة مؤثرة كانت بمثابة وداع لجمهورها.
كلمات أغنية القلب يعشق كل جميل
تقول كلمات الأغنية: