
آثار القصف على غزة
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، وهي جهة إغاثية غير حكومية، اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025، أن قطاع غزة تحول إلى “مقبرة جماعية” ليستهدف الفلسطينيين والعاملين في مجال المساعدة الإنسانية على حد سواء، نتيجة للعمليات العسكرية المكثفة وحرمان إسرائيل من إيصال المساعدات.
قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية
وقد صرحت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ للمنظمة في غزة، بأنها شهدت مباشرة حالات قتل متتالية وتهجيراً قسرياً للسكان، مضيفةً أن الأوضاع الإنسانية تتدهور مع نقص ملحوظ في الأمن والمواد الأساسية. كما أشارت إلى أن سلسلة الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية تكشف عن استهتار صارخ بسلامة العاملين في القطاع الطبي والإنساني، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل 11 متعاوناً مع المنظمة منذ بدء النزاع في أكتوبر 2023، عقب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأكد بيان المنظمة على ضرورة رفع الحصار القاسي المفروض على غزة بشكل عاجل، مطالباً السلطات الإسرائيلية بحماية حياة الفلسطينيين والأطقم الطبية والإنسانية، والعمل مع جميع الأطراف لإعادة تفعيل وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.
هجمات إسرائيلية على غزة
بعد هدنة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل هجماتها الجوية في 18 مارس، تلتها عملية برية في القطاع، حيث اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن. ومن جهتها، ظلت إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مما أدى إلى نفاد مخزونات المواد الغذائية والوقود والأدوية، ولا سيما الأدوية المسكنة والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والمعدات الجراحية الحيوية.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هجوماً جوياً إسرائيلياً استهدف منزلاً في شمال غزة أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة عدد من الأفراد بجروح، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه يجري حالياً التحقق من هذه التقارير. ونُشرت عبر وسائل الإعلام صور تبين آثار الهجوم الليلي في منطقة شرق غزة، بعد أن تم إجلاء الجرحى.
كما نفذت القوات الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي عملية لتوسيع “منطقة أمنية” بدعوة المدنيين إلى الإخلاء، بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأربعاء أن “المساعدات الإنسانية لن تدخل غزة” مؤكدًا استمرار الضربات الجوية والهجوم البري. وأوضح كاتس في منشور نُشر على منصة “إكس” أن سياسة إسرائيل قائمة على رفض دخول أي مساعدات إنسانية، معتبراً ذلك أحد أدوات الضغط الرئيسية لمنع حماس من استخدامها للتأثير على السكان، في ظل تحذيرات الأمم المتحدة من أن غزة تواجه أشد أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وقف المساعدات الإنسانية في غزة
وأكد كاتس أيضاً أنه لا توجد أي استعدادات حالياً للسماح بدخول المساعدات، فيما ستظل القوات الإسرائيلية موجودة في المناطق العازلة بغزة وكذلك في مناطق على الحدود مع لبنان وسوريا إلى أجل غير مسمى، في إطار حملة مستمرة للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن والسيطرة على مساحات واسعة من القطاع.
وفي تصريح آخر، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن حوالي ثلثي قطاع غزة يخضع لإجراءات الإخلاء أو يُعتبر من المناطق المحظورة من قبل الجيش الإسرائيلي، ليصل ذلك إلى ما يقرب من 70% من القطاع، حسبما ورد في نشراته على منصة “إكس”.