
الصيام المتقطع - تعبيرية
الصيام المتقطع له فوائد صحية متعددة، فهو لا يقتصر على المساهمة في خسارة الوزن، بل يمتد ليشمل دعم الوظائف الدماغية. ويعمل أيضا على تقليل احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
الصيام المتقطع
ووفقاً لما نشرته مجلة “Nature Metabolism” العلمية المرموقة، فإن الصيام المتقطع من الطرق الفعالة جداً لتعزيز الصحة.
وأوضح باحثون أن الأهمية لا تكمن فقط في الامتناع عن الطعام، بل بشكل خاص في التناوب المبرمج بين فترات الصيام وفترات تناول الطعام.
ويشير عالم الأعصاب البروفيسور مارك ب. ماتسون من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، إلى أن هذا التعاقب يزيد من مرونة خلايا الجسم ويحفز عمليات أيضية حيوية.
اقرأ أيضا: فوائد ماء الورد للشعر والبشرة والجسم وطرق استخدامه وأبرز أنواعه
منع الأكل لفترة زمنية محددة
وتُعرّف مجلة “Nature Metabolism” الصوم المتقطع بأنه الامتناع عن الأكل لفترة زمنية محددة. ومن الأساليب المنتشرة لتطبيق الصوم هو نظام 16:8. ويقوم على الصيام لمدة 16 ساعة متواصلة، تليها فترة 8 ساعات مسموح فيها بتناول الوجبات.
وبخلاف الحميات الغذائية التقليدية، لا يفرض الصيام المتقطع قيوداً صارمة على نوعية الطعام، بل يركز بشكل أساسي على توقيت الوجبات والفترات الفاصلة بينها.
ووفقا للبروفيسور ماتسون، فإن المفهوم المحوري هنا هو “التحول الأيضي الدوري”. خلال هذا التحول، يتنقل الجسم باستمرار بين حالتين: مرحلة الصيام التي يحرق فيها الطاقة المخزنة، ومرحلة الأكل التي يتم فيها استيعاب المغذيات.
الصوم المتقطع يحمي الخلايا
وبينما تُبقي أنظمة غذائية أخرى الجسم في حالة أيضية واحدة غالباً، فإن الصيام المتقطع يفرض تناوباً منتظماً بين مرحلتي الصيام والأكل. هذا الإيقاع يساعد خلايا الجسم على التكيف، وتجديد ذاتها، والاستجابة بصورة أفضل للإجهاد.
وقد ينتج عن ذلك انخفاض في مستويات الالتهاب، وتحسن في حساسية الأنسولين، وتفكيك للمكونات الخلوية التالفة، مما يبرز فعالية هذا النهج.
وتشير أبحاث إلى إمكانية استقرار مستويات السكر في الدم وضغط الدم بفضل الصيام المتقطع، حتى دون تحقيق خسارة وزن كبيرة.
اقرأ أيضا: دراسة صادمة.. سبب غير متوقع للصداع النصفي عند النساء
الحفاظ على صحة الدماغ
تمتد فوائد الصيام المتقطع لتشمل صحة الدماغ أيضاً، إذ يظهر الصوم قدرة على الحماية من الأمراض العصبية التنكسية، كما أنه يعزز الوظائف المعرفية ويرفع من إنتاج بعض النواقل العصبية الهامة في المخ.
يؤثر الصيام المتقطع إيجابياً كذلك على هرمونات أساسية، كهرمون “الجريلين” الذي يدعم تكوين خلايا عصبية جديدة ووظائف الدماغ، وهرمون “الأديبونكتين” المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات.
علاوة على ذلك، لوحظ أن تكوين مجتمع البكتيريا في الأمعاء (الميكروبيوم) يتغير نحو الأفضل، مما ينعكس إيجاباً على الحالة الصحية العامة.
تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض
وكما يشير الخبراء، فإن للصيام المتقطع تأثيرات عميقة ومتشعبة على الجسم. فالتناوب المنظم بين فترات الصيام والأكل يساهم في تنشيط آليات التجديد الخلوي وتحسين عمليات الأيض، وقد يقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بالإضافة إلى دوره المحتمل في المساعدة على التخلص من الوزن الزائد.
اقرأ أيضا: أسباب الشعور بالدوار عند الاستلقاء.. امتى نروح للدكتور؟