
اكتشاف الغاز الطبيعي - أرشيفية
أعلنت الحكومة المصرية عن خطوة جديدة في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الثقة لدى المستثمرين في قطاع النفط والغاز، حيث قامت بتسديد مبلغ 800 مليون دولار من المستحقات المتأخرة لشركات النفط الأجنبية العاملة في مجال الاستكشاف والاستخراج، وذلك في نهاية الشهر الماضي، حسبما أفاد مسؤول حكومي.
يأتي هذا السداد ضمن سلسلة من الدفعات التي بلغ مجموعها حتى الآن 6.3 مليار دولار منذ يونيو الماضي، ما يُظهر أداء الحكومة المتميز والثابت في إعادة ترتيب الحسابات المالية للقطاع الحيوي.
تسوية المستحقات المالية
تُعَدُّ تسوية المستحقات خطوة أساسية لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأجانب، إذ أن تأخر الدفعات كان يُشكِّل عبئاً على شركات النفط العاملة في مصر.
وأوضحت مصادر في وزارة البترول، أن إجمالي الديون المتبقية بعد سداد الدفعة الأخيرة وصل إلى 4.7 مليار دولار، ما يُسلط الضوء على حجم الالتزامات المالية التي تسعى الدولة لتسويتها تدريجيا.
تأمين احتياجات السوق المحلية
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه مصر محاولات مكثفة لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي، خاصةً بعد انخفاض معدلات الإنتاج اليومي إلى حوالي 4.2 مليار قدم مكعب، وهو رقم لا يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية للبلاد. وفي ظل هذه التحديات، اضطرت الحكومة إلى إعادة الانضمام إلى قائمة مستوردي الغاز الطبيعي المسال بعد غياب دام خمس سنوات، في خطوة يُشير إليها محللون بأنها ضرورة استراتيجية لضمان أمن الطاقة المحلي.
وقد أفادت تقارير من وكالة رويترز بأن هذه التحركات تأتي في سياق سعي الدولة لتعزيز موقعها في السوق الإقليمي والدولي للغاز، وهو ما يُعد خطوة إيجابية في ظل تقلبات أسعار الطاقة العالمية.
الاكتشافات النفطية الجديدة
على صعيد متصل، كشف مسؤول حكومي عن قرب الإعلان عن اكتشافات بترولية جديدة وصفها بالمبشرة، متوقعاً أن تساهم هذه الاكتشافات في إعادة مصر إلى مصاف الدول المصدرة للغاز الطبيعي بحلول عام 2027.
ومن أجل تحفيز الشركاء الأجانب على زيادة الإنتاج المحلي، تبنت وزارة البترول مجموعة من الحوافز المتمثلة في وضع جدول زمني واضح لسداد المستحقات المتأخرة، إضافة إلى الاتفاق مع الشركاء الذين يرغبون في بيع الغاز والنفط إلى الحكومة بأسعار مرتفعة تُعادل تلك التي يحققونها في حال التصدير.
تحسين الأداء المالي
يُعتبر هذا التحرك جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين الأداء المالي والاقتصادي لقطاع الطاقة في مصر.
وأوضحت الهيئة الدولية للطاقة في تقاريرها أن مثل هذه الخطوات من شأنها تعزيز أمن الطاقة الوطني وتحسين مناخ الاستثمار في البلاد، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة.
كما يُنتظر أن تسهم هذه الإجراءات في خلق بيئة أكثر استقراراً تُتيح للدولة استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتطوير البنية التحتية اللازمة لتلبية الطلب المحلي المتزايد.