فريق نشرة القاهرة
صنع الله إبراهيم
أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن متابعته المستمرة للحالة الصحية للأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الذي تعرض مؤخرًا لوعكة صحية، مؤكدا التنسيق الفوري مع الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، الذي استجاب سريعًا بتوفير كل سبل الرعاية الطبية، بما في ذلك توفير فصيلة الدم النادرة التي يحتاجها الكاتب.
وأوضح وزير الثقافة في تصريح صحفي، أنه يتواصل بشكل مباشر مع أسرة الأديب للاطلاع على آخر تطورات حالته الصحية، معربا عن تمنياته له بالشفاء العاجل والعودة إلى ممارسة إبداعه الأدبي الذي يثرى المشهد الثقافي.
من هو صنع الله إبراهيم؟
صنع الله إبراهيم، أحد أعمدة الأدب العربي الحديث، يُعد ظاهرة فريدة في المشهد الثقافي المصري والعربي، بكتاباته الجريئة التي تلامس الواقع بصراحة نادرة، وتكشف عن تناقضات المجتمع وسلطة الأنظمة السياسية.
وُلد في القاهرة عام 1937، وعاصر تحولات مصر الكبرى، من ثورة يوليو إلى حقبة الانفتاح الاقتصادي، وانعكست هذه التجارب في نصوصه التي تجمع بين العمق الفني والالتزام الاجتماعي.
تعرض صنع الله إبراهيم للسجن في ستينيات القرن الماضي بسبب انتمائه لتيارات يسارية، وهي التجربة التي ألقت بظلالها على أعماله الأدبية، خاصة روايته الشهيرة تلك الرائحة 1966، التي صودرت بعد نشرها مباشرة لجرأتها في كشف قمع النظام وتزييف الواقع. أصبحت هذه الرواية لاحقًا أيقونة للأدب المعارض، وعلامة على مقاومة الرقابة الذاتية والخارجية.
تميَّز أسلوب “إبراهيم” بالخروج عن المألوف، فجاءت لغته شديدة الاقتصاد، خالية من الزخارف، تعتمد على التكثيف والانزياحات السردية، كما في رواية اللجنة 1981، التي قدم من خلالها هجاء ساخرا للبيروقراطية والتبعية للغرب، أما روايته ذات 1992، فكانت مغامرة تجريبية جمعت بين التوثيق التاريخي والخيال، لرصد تحولات مصر في القرن التاسع عشر.
رفض الجوائز والانحياز للقضية
اشتهر إبراهيم بمواقفه المبدئية، أبرزها رفضه جائزة الرواية العربية (جائزة نجيب محفوظ) عام 2003 احتجاجًا على سياسات النظام المصري في ذلك الوقت، قائلًا: «لا أقبل أن تُمنح جائزة تحمل اسم نجيب محفوظ في ظل وجود سجناء رأي».
ولم تكن كتابات صنع الله إبراهيم مجرد سردٍ لأحداث، بل كانت محاولة لفهم الإنساني في خضمّ الصراعات السياسية والاجتماعية. في رواية شموس 2007، تناول تأثير العولمة على الهوية المصرية، بينما كشف في التلصيص 2018 عن انهيار القيم في المجتمع.
