
وزير الداخلية الفرنسي
رحبت الحكومة الفرنسية بالموقف الألماني المتشدد تجاه قضايا الهجرة، والذي برز خلال المناقشات الجارية بين الأحزاب الألمانية التي تسعى إلى تشكيل ائتلاف حكومي جديد عقب الانتخابات الأخيرة. ويأتي هذا الترحيب من قبل السلطات الفرنسية في سياق الجهود المشتركة بين البلدين لضبط تدفقات الهجرة إلى أوروبا.
وكان الزعيم المحافظ الألماني فريدريش ميرتس، الذي يُتوقع أن يخلف أولاف شولتس في منصب المستشار الألماني، قد جعل من ملف الهجرة محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية، متعهداً باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضبط الحدود وتعزيز الرقابة على تدفقات المهاجرين واللاجئين.
وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الداخلية الفرنسية بيانًا أشادت فيه بالموقف الألماني الجديد، مشيرة إلى أن “العزم الذي أبداه فريدريش ميرتس بشأن السيطرة على الهجرة يُعتبر خطوة إيجابية تعزز التعاون الأوروبي في هذا المجال”. كما أكدت الوزارة أن الحكومة الفرنسية تشارك نظيرتها الألمانية نفس الرؤية فيما يتعلق بضرورة اتخاذ تدابير صارمة لضبط الحدود وتحقيق توازن بين الاستقبال الإنساني ومتطلبات الأمن والاستقرار.
من جانبه، أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو أن باريس تسعى إلى العمل بشكل وثيق مع الحكومة الألمانية الجديدة، بهدف صياغة سياسة أوروبية موحدة تتسم بالحزم في التعامل مع تدفقات المهاجرين، مع الالتزام بالإطار القانوني الأوروبي. وأشار ريتايو إلى أن تشديد القيود على الهجرة يمثل أولوية بالنسبة له منذ توليه المنصب في سبتمبر 2024، حيث يحرص على تعزيز آليات المراقبة الحدودية وتفعيل اتفاقيات التعاون المشترك مع دول الجوار للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الضغوط السياسية في العديد من الدول الأوروبية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الهجرة، حيث تعكس المواقف الفرنسية والألمانية رغبة متزايدة في وضع سياسات موحدة على مستوى الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن تستمر المباحثات بين الطرفين خلال الفترة القادمة لوضع خطط تفصيلية تعزز التعاون الأمني وتحقق توازناً بين الالتزامات الإنسانية ومتطلبات الأمن القومي.