
فوانيس رمضان - أرشيفية
من أول شعب استخدم فوانيس رمضان؟ سؤال قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين مع اقتراب الشهر الكريم، حيث تعد الفوانيس أبرز الرموز التي تجسد روح الشهر الفضيل. تعد مصر أول من استخدمت فانوس رمضان منذ العصر الفاطمي، وفقا لروايات تاريخية متعددة.
أول شعب استخدم فانوس رمضان
البداية في العصر الفاطمي
يعود أول ظهور لفانوس رمضان إلى القرن الرابع الهجري، القرن العاشر الميلادي، وتحديدًا مع دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في 5 رمضان عام 358 هجريا، أي منذ ما يقرب من 1088 عاما، خرج المصريون لاستقباله حاملين المشاعل والفوانيس الملونة لإضاءة الطريق، ما جعل الحدث نقطة تحول لارتباط الفوانيس بشهر الصوم.

روايات متعددة لأصل الفانوس
- استطلاع الهلال: كان الخليفة الفاطمي يخرج ليلة رؤية الهلال برفقة الأطفال حاملين الفوانيس لإضاءة الشوارع، مع ترديد الأغاني الرمضانية.
- إضاءة الشوارع: أمر أحد الخلفاء بتعليق الفوانيس المضاءة بالشموع على المساجد لإضاءة القاهرة طوال الشهر.
- خروج النساء: في العصر الفاطمي، سُمح للنساء بالخروج في رمضان فقط، وكان غلمان يحملون الفوانيس يُنبهون الرجال لابتعادهم عن الطريق.

تطور الفانوس من أداة إضاءة إلى رمز ثقافي
من الشموع إلى الكهرباء
بدأ الفانوس كعلبة صفيح تُضاء بالشموع، ثم أُضيف الزجاج والنقوش الملونة يدويًا. مع التطور التقني، تحول إلى فوانيس كهربائية تُضاء بالبطاريات، بل وأصبحت بعضها تصدر الأغاني وتُزيّن بشخصيات كرتونية.
الفانوس في التراث الشعبي
ارتبط الفانوس بالأطفال الذين يحملونه ويطوفون الشوارع مرددين أناشيد مثل “وحوي يا وحوي”، والتي يعود أصل بعض كلماتها إلى اللغة القبطية والهيروغليفية. كما تحوّل إلى زينة تُعلّق في المنازل والمحال، ما عزز مكانته كرمز للفرحة والوحدة المجتمعية.
صناعة الفوانيس إرث يتوارث عبر الأجيال
مراكز الصناعة التاريخية
اشتهرت مناطق مثل حي الأزهر والغورية وشارع تحت الربع في القاهرة بصناعة الفوانيس، حيث تُنتج الورش التقليدية تصاميم تزاوج بين الأصالة والحداثة. ولا تزال هذه المناطق تحتفظ بأسرار حرفية تعود إلى قرون.
الفانوس فن اقتصادي
تعتبر صناعة الفوانيس نشاطا مستمرا طوال العام، حيث يخزن الحرفيون التصاميم المبتكرة لبيعها في رمضان. وقد ساهم هذا التراث في تعزيز الاقتصاد المحلي ونشره عالميًا عبر التصدير.

انتشار التقليد خارج مصر
من مصر، انتقلت عادة الفوانيس إلى دول عربية مثل سوريا وفلسطين، ثم أصبحت جزءًا من الاحتفالات الرمضانية في العالم الإسلامي، ما يؤكد دور مصر الرائد في صياغة التراث الثقافي العربي.
كلمة فانوس بين اللغة والتاريخ
تعود الكلمة إلى أصل يوناني “فناس”، وتعني أداة الإضاءة. وفي اللغة العربية، سُمي النمام لأن حامله يُرى في الظلام، وفقًا للفيروز آبادي في القاموس المحيط.
اقرأ أيضا: