فريق نشرة القاهرة
تعد حدائق تلال الفسطاط بمحافظة القاهرة، واحدة من أبرز المشروعات التنموية في مصر، حيث تجمع بين الطبيعة الخلابة والإرث التاريخي العريق، وتقع في حي مصر القديمة بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، وتُعتبر متنفسا أخضرا لأهالي العاصمة، كما تعد وجهة سياحية وثقافية فريدة تجذب الزوار من داخل وخارج مصر.
مشروع تطوير حدائق تلال الفسطاط بالقاهرة
يأتي سبب تسمية حدائق تلال الفسطاط إلى مدينة الفسطاط القديمة التي أسسها عمرو بن العاص عام 641 ميلادية لتصبح أول عاصمة إسلامية في مصر، كما كانت المدينة مركزا تجاريا وثقافيا مهما، وبعد قرون، تحولت المنطقة إلى حديقة عامة في القرن العشرين، وتم تأسيس الحديقة عام 1970، وافتتحت المرحلة الأولى منها عام 1989.
تكلفة إنشاء حدائق تلال الفسطاط
ويعد مشروع تطوير حدائق الفسطاط أحد أهم مشروعات الدولة خلال الفترة الحالية، حيث تبلغ مساحتها 500 فدان بتكلفة تتجاوز 12 مليار جنيه، ما يجعلها أكبر حديقة بالشرق الأوسط، كما يهدف المشروع إلى تحويل المنطقة إلى متنزه بيئي وسياحي وثقافي يشمل عدة مناطق تراثية وترفيهية وخدمات فندقية، وكذلك مسارح مكشوفة ومناطق أثرية وحدائق تراثية، بالإضافة إلى مناطق للمغامرات والأسواق.
مناطق وأنشطة حدائق تلال الفسطاط
تضم حدائق الفسطاط المزمع افتتاحها منتصف العام الجاري 2025، عدة مناطق وأنشطة لجذب الزوار من مختلف الفئات والجنسيات، كالتالي:
- المنطقة الثقافية: تقع أمام البوابة الرئيسية وتشمل أنشطة ثقافية ومطاعم وخدمات متنوعة.
- منطقة التلال والوادي: تضم تلالا مختلفة الارتفاعات وممرات مائية مع إطلالات على قلعة صلاح الدين.
- منطقة الأسواق: تهدف إلى تنشيط السياحة ودعم الحرف اليدوية والتراثية.
- منطقة المغامرات: تشمل أنشطة ترفيهية ومباني خدمية ومساحات خضراء.
- منطقة الآثار والحفريات: تعرض بقايا مدينة الفسطاط القديمة وسور صلاح الدين الأيوبي.
أهمية مشروع حدائق تلال الفسطاط
وتتمتع حدائق الفسطاط بأهمية كبيرة لعدة أسباب، تشمل ما يلي:
- تُعتبر رئة خضراء للقاهرة، حيث تساهم في مواجهة تغير المناخ وحماية البيئة.
- تجذب السياح بفضل موقعها القريب من متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومسجد عمرو بن العاص.
- تعيد إحياء التراث المصري عبر العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية.
ويتم تمويل المشروع من خلال صندوق التنمية الحضرية، بالتعاون مع جهات حكومية ودولية، كما أن هناك اهتمام كبير من المستثمرين الأجانب بالمشروع، خاصة في ظل المناخ الاستثماري الجاذب في مصر خلال السنوات الماضية.
أجمل حدائق العالم
المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، قال إن مشروع حدائق تلال الفسطاط يهدف إلى تحويل منطقة كانت تُستخدم كمقلب للنفايات إلى واحدة من أجمل الحدائق في الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا أن موقع الحديثة كان يُعتبر من أسوأ المناطق في العاصمة، حيث كان يُستخدم كمقلب للنفايات، مشيرا إلى أن المشروع سيحول هذه المنطقة إلى واحدة من أجمل الحدائق في العالم، معتبرًا أن إنشاء حديقة بهذه المساحة الواسعة يُعد إنجازًا كبيرًا.
الطابع التاريخي والإسلامي لحدائق تلال الفسطاط
وشدد “صديق” على أن الطابع التاريخي والإسلامي للمنطقة سيتم الحفاظ عليه، حيث سيتم تطوير المنطقة بما يتناسب مع هويتها التاريخية، مشيرا إلى أن المشروع يشمل تطوير ساحة مسجد عمرو بن العاص وإعادة إحياء المنطقة الأثرية، ومؤكدا أنه سيتم إدارة حدائق الفسطاط بمعايير عالمية بالتعاون مع شركات دولية متخصصة، مما يضمن تقديم تجربة فريدة للزوار.
وأكد رئيس صندوق التنمية الحضرية، أن المشروع يهدف إلى جعل القاهرة واحدة من أجمل المدن في العالم، مع التركيز على تطوير المناطق الأثرية وإعادة إحياء الطابع الجمالي للقاهرة القديمة، كونها ستصبح متنفسًا لسكان القاهرة والمحافظات المجاورة، موضحا أنه يتم دمج حدائق الفسطاط مع مشروعات تطوير بحيرة عين الصيرة ومتحف الحضارة، ما يعزز من قيمتها السياحية والثقافية.
