تشهد مصر وجود عدد كبير من أبناء الجالية اليمنية في مصر، في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها اليمن منذ أكثر من10 سنوات تقريبا، وذلك حين بدأت الحرب عام 2014، حيث تعد القاهرة الوجهة الأولى للفارين من ويلات الحرب لعدة أسباب، بينها سهولة الإقامة والتنقل، وكذلك إمكانية الحصول على تأشيرة دخول الدولة بسهولة مقارنة بالدول الأخرى.
عدد أفراد الجالية اليمنية في مصر
ويتراوح عدد أفراد الجالية اليمنية في مصر بين 700 ألف ومليون يمني، وفقا لتقديرات غير رسمية، بينهم 8661 شخصا مسجلا في مفوضية شؤون اللاجئين، بحسب ما ذكرته المفوضية، حيث تعد الجالية اليمنية واحدة من أكبر الجاليات العربية في مصر، إلى جانب الجاليات السودانية والسورية والليبية وغيرها.
ويقيم اليمنيون بأعداد كبيرة في القاهرة والإسكندرية والجيزة ومدن القناة مثل السويس والإسماعيلية.
30 ألف طالب في الجامعات المصرية
ويحصل الطلاب اليمنيين على التعليم في الجامعات المصرية باختلافها، ويتراوح عددهم بين 20 ألفا و30 ألف طالب، كما يعمل عدد كبير من الجالية اليمنية في قطاعات مختلفة مثل التجارة والخدمات والسياحة والمطاعم، فيما يعمل آخرون في وظائف حرة أو يعتمدون على تحويلات الأقارب من الخارج.
وتقدم بعض المنظمات الدولية والمحلية مساعدات للاجئين اليمنيين في مصر، بما في ذلك المساعدات الغذائية والطبية، وتعمل الجمعيات اليمنية في مصر على تقديم الدعم الاجتماعي والثقافي لأفراد الجالية أيضا، في حين أسس عدد من اليمنيين العديد من الجمعيات والنوادي الثقافية والمطاعم التي تعزز التواصل بينهم بشكل كبير، خاصة في المناسبات الرسمية مثل الأعياد.
آراء اليمنيين في الإقامة بمصر
وتختلف آراء اليمنيين بشأن الإقامة في مصر بحسب الظروف الشخصية والتجارب الفردية، بينما يشعر الكثيرون بالامتنان للاستقرار في مصر، إلا أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية تظل عائقًا أمام البعض.
يقول عبدالله الأحمدي، يمني مقيم في محافظة الجيزة، إن إقامته في مصر تمثل فرصة جيدة له وأسرته للحصول على الأمان الذي يفتقدونه في اليمن جراء الحرب هناك، “الحياة في مصر مستقرة، نتجمع في منازل بعضنا في شهر رمضان وعيد الفطر والأضحى، ويتعلم معظم أولادنا في مدارس خاصة، ويعمل بعضنا في مجالات مختلفة، في حين يحصل البعض على مساعدات مالية من المفوضية للمساعدة على المعيشة.. الحياة في مصر في مجملها مستقرة”.
لا يختلف رأي “أسماء” (اسم مستعار) عن “عبدالله”، فالحياة في العاصمة المصرية تعجبها، تقول عنها “البلد جميلة والحياة فيها هادئة بالنسبة لنا، فرغم شعورنا بالغربة أحيانا كثيرة، بل دائما، لكنها آمنة، وهو أمر افتقدناه منذ بدء الحرب في اليمن”.
حلم عودة اليمنيين إلى بلادهم
“عبدالله” و”أسماء” وآخرون يحلمون بالعودة إلى بلادهم يوما، لكنهم ليسوا متأكدين من إمكانية تحقيق الحلم في حال لم تعد بلادهم إلى سابق عهدها ما قبل 10 أعوام من الآن، خاصة في ظل استقرار مئات الآلاف منهم وافتتاح مشروعات خاصة بهم أو امتلاك وحدات سكنية في عدة مدن.